مما لا شك فيه أن الحياة الزوجية شركة وتعاون بين الزوجين، فالتعاون يُعتبر من أهم صور الود والرحمة اللذان يُمثلان عمودان الزواج السعيد الناجح فلا بد من تحمل كل فرد مسؤولياته الأسرية من أجل حياة أسرية ناجحة.
لم يعد تعاون الزوجين وتقاسم أعباء الأسرة الاجتماعية والمادية مجرد نصائح وإرشادات نظرية، ففي ظل خروج المرأة للعمل وتعرضها لضغط نفسي وبدني لا يقل عما يتعرض له الرجل بات هذا الأمر ضرورياً للحفاظ على كيان الأسرة وسعادتها، فالعائلة المستقرة هي التي تعتمد على التكاتف والتعاون بين كل أطرافها.
فالتعاون بين الزوجين يتمثل في قيام الزوج بأعمال المنزل وبتدريس الأبناء وشراء احتياجاتهم أو السهر عليهم ونصحهم وتوجيههم ومشاركة الأسرة كل الفعاليات الخاصة، تعتبر من أساسيات الألفة والرحمة والمودة والتعاطف فيما بينهما، فالمفاهيم الأخلاقية هي ضرورة في حياتنا وحياة من حولنا، وإذا كانت المشاركة في أحداث الحياة إحدى الفضائل فلابد من الاهتمام بها.
وعمن ينظر لهذا التعاون باعتباره تقليلاً من شأن الرجل فهذا أمر غير صحيح، تعاون الزوج مع زوجته في شؤون المنزل والأسرة ليس عيباً ولا نقصاً في رجولته أو قوامته، بل هو من الآداب الإسلامية يزيد من محبة الزوجين.
المرأة الآن خرجت للعمل والدراسة وأصبح العالم كله في متناول الجميع من الجنـــ-سين، فلم تجبرها أنوثتها على البقاء في المنزل والقيام برعايته فقط، الحياة الآن تحتاج من يمارس كل ما يستلزم لبناء علاقات طيبة ودائمة سواء على نطاق عملي أو نظري.
ومن أهم أسس الزواج الناجح المستقر تقدير الرجل لزوجته وبالتأكيد تقدير المرأة لزوجها؛ فحينما يقوم كل منهما بدوره محاولاً جاهداً كي يُصبح على أكمل وجه ويقدّر حينذاك كلاهما الآخر.
ومن المؤكد أن المرأة في مجتمعنا اليوم تخرج للعمل لتحقيق ذاتها وكي تساعد في أعباء الحياة ولكنها أيضاً عاملة داخل منزلها حيث أنها تقوم بالأعمال المنزلية ومتابعة الأبناء والعناية بهم والاهتمام بالزوج محاولةً أن تنتج بيت مستقر ناجح.
فيصبح من أقل الواجبات تقديرها وإعطائها الشعور بما تقوم به من مهام ذات اثر كبير في حياة الجميع وحينما تشعر بالتقدير المعنوي سوف تُعطي المزيد بكل حب وود.
وفي النهاية التعاون على البر والتقوى بين الزوجين يحول البيوت إلى جنة وارفة الظلال ثمارها الطاعة وأغصانها الرضا، وذروة سنامها رضى الرحمن.
#البيت #الزوجة #الاولاد
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
