حزب المؤتمر الشعبي العام … وأزمة الهوية السياسيه…


حزب المؤتمر الشعبي العام … وأزمة الهوية السياسيه والتنظيميه…! واستراتيجيه أعادة البناء « 1»

مـصـطـفـۍ مـحـمـود

كتب “أنطونيو غرامشي” في مذكرات السجن: «إن كل أزمة تقوم بدقة على حقيقة أساسية مفادها أن القديم يحتضر، والجديد تستعصي عليه الولادة. وضمن هذا الانقطاع بين القديم والجديد، تظهر كمية هائلة من الاعتلالات».

هذا المنظور يرى في الأزمة – الفكرية خاصةً- مفهوماً جدلياً يتضمن الإيجاب والسلب، أي حالة إشكالية تستدعي تفاعلات، يمكن أن تولّد حلولاً منتجة إذا ما أُحسن إدارتها. ويبدو أن حزب الأحزاب اليمنيه الحية وأكبر تنظيماتها الوسطيه، والحزب الحكام لمدة 35عاما (أي الحزب المؤتمر الشعبي العام ) بات اليوم يعايش أزمة من هذا النوع تخص تحديد هويته السياسيه والتنظيميه أو إعادة تعريفها، ما عاد يمكن تركها أو تجنب الخوض فيها ، إذ تتلخص في الإشكالية الماثلة: السؤال الاتي «هل يمكن إعادة إنتاج حزب المؤتمر الشعبي العام بكيفيات/ ممارسات جديدة دون المساس بجوهره القيمي والسياسي؟».

وقبل تقديم أي تحليل لديناميات هذه الأزمة التي تعدّ ظاهرة مألوفة في أي حزب استمر لفتره من الزمن حاكما تتفاعل فيه أجيال متعددة، يجدر الإشارة أولاً إلى تمظهرها الحالي الحاد. فقد واجه المؤتمر الشعبي العام حرب ظالمه علۍ كافه المستويات من قبل الحوثي محاولاً ازالته من الساحه السياسيه بشكل عام و اجتثاثه من اقليم ازال او اخضاعه لطاعته اذ ان الحوثي يعتبر ان جماعته تمثل اقليم ازال سياسيا او بمعنۍ ادق الجغرافيا الزيديه ويرۍ ان حزب المؤتمرالشعبي العام اشد المنافس لجماعته في المناطق الزيديه التي يعدها الحوثي حاضنته.. وبناء علۍ هذا اعتقاده اراد الحوثي تدمير المؤتمر بشكل نهائي وعندما فشل حاول ابقاءه ضعيفا مجردا من الادوات القوه ليسهل عليه تجييره لصالح جماعته المليشاويه السلاليه الطائفيه، الجدير بالذكر ان حزب المؤتمر يعيش انقسامات عده علي مستوي القياده والقواعد كلا يدعي تمثليه للمؤتمر الشعبي العام وملا يتحدث باسم الموتمر وهذا الانقسامات افقد الحزب هويته السياسيه والتنظيمه،

وبعيداً عن التقييمات المعيارية (خطأ- صواب) أو الأخلاقية (خيانة- أمانة)، حق وباطل.. تسعى هذه السطور لتقديم تحليل ذي رؤية سيكوسياسية للأزمة الحالية ضمن بنية الحزب نفسه الموزعة بين قيادته وقواعده وأصدقائه، كما يجدر التنويه أن ما يُقصد بالقيادة هو «العقل الجماعي النهائي الذي يضع السياسات ويتخذ القرارات دون إغفال وجود خلافات وتباينات وحتى صراعات فكرية وشخصية بين أعضاء القيادة أنفسهم. إن هذه المقاربة المختصة بالأزمة الحالية لا تعني إغفالاً لواقعة أن حزب المؤتمر بشكل خاص وبقية الاحزاب الايديولوجيه ما برحوا يعانون من اعتلالات أخرى مزمنة -ذاتية وموضوعية- متنوعة في الايديولوجيا والتنظيم، لكن حزب المؤتمر الشعبي العام اكثرها واخطرها اعتلالا،

.يتبع

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version