مفكرون

[جذور الأيديولوجيا الحنفية]…


[جذور الأيديولوجيا الحنفية]

▬ يذكر الفخر الرازي أن عقيدة أحناف اليمن، كانت أركانا أربعة هى: حج البيت، وإتباع الحق، وملة إبراهيم، والإخلاص لله وحده. ثم يضيف قوله: إن عدم معرفة هؤلاء لتاريخ نشوء عقيدتهم؛ فقد نسبوها إلى إبراهيم النبي العبري!! (لنا في جذور هذا الأمر بحث خاص، ألقينا فيه الضوء على مساحات مظلمة فى تاريخ هذه العقيدة، بعنوان: النبي إبراهيم والتاريخ المجهول)..ويذكر الألوسي إلى أن بعض الصابئة هم قوم النبي إبراهيم وأهل دعوته،مما دفع بعض العلماء إلى حسبان الحنفاء صنفاً من الصابئة، وبالتحديد الصنف المؤمن أو من بقي على الإيمان منهم، وكان منهم بالجزيرة العربية نفر غير قليل، وكانوا يقيمون الصلاة عدة مرات فى اليوم كفرض إجباري للإيمان، يقومون فيها ويركعون، ويتوضأون قبلها، ويغتسلون من الجنابة، ولهم قواعد نواقض الوضوء. (ولعل ذلك يفسر لنا لماذا أطلق أهل مكة على من يتبع دعوة الإسلام ويشاهدونه يؤدي هذا الشكل من الصلوات:أنه صبأ)!!

▬ ولا بأس هنا من التعرف السريع بأهم حنفاء الجزيرة، أو من شاء حظهم أن يذكرهم التاريخ ولو بكلمات، ومنهم -كما أشرنا- قس بن ساعدة الإيادي، الذى يكاد يجمع المؤرخون على موته قبل البعثة بقليل، وقد ورد أن النبي(صلى الله عليه وسلم) كان يسمع إليه فى سوق عكاظ. ونقل الألوسي بعض ما نُسب إلى قس فقال:”ومن خطباء إياد قص بن ساعدة، وهو االذى قال فيه النبي(صلى الله عليه وسلم) لجارود: يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل أورق،وهو يتكلم بكلام ما أظن أنى حفظته، فقال أبو بكر: يا رسول الله فإنى أحفظه، كنت حاضرا ذلك اليوم، فقال فى خطبته: أيها الناس، اسمعوا وعوا؛ فإذا وعيتم فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، إن فى السماء لخبرا، وإن فى الأرض لعبرا، جهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لن تغور، ليل داج، وسماء ذات أبراج، أقسم قس قسماً حتما، لئن كان فى الأرض رضى ليكونن بعده مناديا، وإن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم” ،ثم يعلن توحيده الخالص النقي منادياً “كلا، بل هو الله المعبود الواحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدي، وإليه المآب غدا” … صــ112

_الإقتباس الحادي عشر من الكتاب


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى