قضايا المرأة

(تابع للبوست السابق) دائماً ما كان يدهشني مشهد رأيته أكثر من مرة، في الدراما الع…


الحركة النسوية في الأردن

(تابع للبوست السابق)
دائماً ما كان يدهشني مشهد رأيته أكثر من مرة، في الدراما العربية، والذي من المفترض أنه مؤثر وعاطفي، في حين أنه كان يصيبني بالحنق والغضب… “خد بالك من ماما وإخواتك… أنت المسؤول عن البيت دلوقتي”؛ تلك الجملة التي يقولها الأب، قبل سفره، أو وفاته، لابنه الصغير الذي لم يبلغ بعد، في حين أن والدته، وشقيقته الناضجة، تقفان أمامه، كل واحدة منهن على درجة كافية من النضج، والعقل، لتكون مسؤولة عن المنزل، وعن نفسها، وعن عائلة بأكملها. ولكنه اختار هذا الطفل الذي لم يصبح مراهقاً بعد، ليكون هو المسؤول عن المنزل، لا لسبب، إلا لأنه “ذكر”.
جيل وراء جيل، تُسلَّم السلطة من ذكر لآخر، وتعزيز تلك الروح السلطوية في طفل، تكون نتيجتها النهائية، رجالاً نقابلهم كل يوم في حياتنا، رجالاً لا يقبلون أن تكون رئيستهم في العمل امرأة، حتى لو كانت أكثر كفاءة منهم، ولا يقبلون على أنفسهم نقداً، أو لوماً، من امرأة، وكأنها بهذا تنتهك كيانهم المقدس الذي حصل على السلطة، منذ نعومة أظافره.

أتذكر جيداً حديثاً دار بيني وبين طبيبي النفسي، عندما كنت أحدّثه عن هواجسي بخصوص رغبة الرجال الدائمة في السيطرة والسلطة، وتسيير الأمور وفقاً لأهوائهم، فأخبرني قائلاً: “حتى تفهمي الرجال، والحقوق التي يتخيلون أنهم يمتلكونها، تأملي في فكرة أنهم يتبولون في الشارع”. هذا الإنسان -الذكر- يشعر أن هذا الشارع ملكه، إلى الدرجة التي يشعر معها بالراحة الكافية، ليخلع ملابسه، ويفرغ مثانته، في أثناء مرور الآخرين. والذي يتعامل هكذا مع الطريق العام، كيف سيتعامل مع النساء الذين تجمعه بهم علاقات رسمية، أو صلة قرابة.

وما تأكدت منه، في رحلة تخلصي من السلطة الأبوية، والتي لم تكن قصيرة، أو سهلة، هو أن الاستقلال المادي أهم أسلحة تلك الرحلة، شئنا أم أبينا. يجب أن نعترف أن المرأة التي تعتمد على الرجل مادياً، تفقد جزءاً من حريتها، ولذلك أول خطوة خطوتها في طريق تخلصي من السلطة الأبوية، هي البحث عن عمل، وأنا في الـ18 من عمري. ومن وقتها إلى الآن، وأنا في السادسة والثلاثين من عمري، لم يرعَني رجل مادياً، ولو ليوم واحد، ولذلك عندما وصلت إلى مرحلة الزواج في حياتي، وأنا في سن الثلاثين، كنت متحققة مهنياً، ومستقلة، ولم يتسلم زوجي مسؤوليتي من أحد سواي. وبهذا، أصبحت حريتي في اتخاذ قرارات تخصني، ملكي وحدي.

كتابة: #أميرة_الدسوقي، موقع @raseef22

(تابع للبوست السابق)
دائماً ما كان يدهشني مشهد رأيته أكثر من مرة، في الدراما العربية، والذي من المفترض أنه مؤثر وعاطفي، في حين أنه كان يصيبني بالحنق والغضب… “خد بالك من ماما وإخواتك… أنت المسؤول عن البيت دلوقتي”؛ تلك الجملة التي يقولها الأب، قبل سفره، أو وفاته، لابنه الصغير الذي لم يبلغ بعد، في حين أن والدته، وشقيقته الناضجة، تقفان أمامه، كل واحدة منهن على درجة كافية من النضج، والعقل، لتكون مسؤولة عن المنزل، وعن نفسها، وعن عائلة بأكملها. ولكنه اختار هذا الطفل الذي لم يصبح مراهقاً بعد، ليكون هو المسؤول عن المنزل، لا لسبب، إلا لأنه “ذكر”.
جيل وراء جيل، تُسلَّم السلطة من ذكر لآخر، وتعزيز تلك الروح السلطوية في طفل، تكون نتيجتها النهائية، رجالاً نقابلهم كل يوم في حياتنا، رجالاً لا يقبلون أن تكون رئيستهم في العمل امرأة، حتى لو كانت أكثر كفاءة منهم، ولا يقبلون على أنفسهم نقداً، أو لوماً، من امرأة، وكأنها بهذا تنتهك كيانهم المقدس الذي حصل على السلطة، منذ نعومة أظافره.

أتذكر جيداً حديثاً دار بيني وبين طبيبي النفسي، عندما كنت أحدّثه عن هواجسي بخصوص رغبة الرجال الدائمة في السيطرة والسلطة، وتسيير الأمور وفقاً لأهوائهم، فأخبرني قائلاً: “حتى تفهمي الرجال، والحقوق التي يتخيلون أنهم يمتلكونها، تأملي في فكرة أنهم يتبولون في الشارع”. هذا الإنسان -الذكر- يشعر أن هذا الشارع ملكه، إلى الدرجة التي يشعر معها بالراحة الكافية، ليخلع ملابسه، ويفرغ مثانته، في أثناء مرور الآخرين. والذي يتعامل هكذا مع الطريق العام، كيف سيتعامل مع النساء الذين تجمعه بهم علاقات رسمية، أو صلة قرابة.

وما تأكدت منه، في رحلة تخلصي من السلطة الأبوية، والتي لم تكن قصيرة، أو سهلة، هو أن الاستقلال المادي أهم أسلحة تلك الرحلة، شئنا أم أبينا. يجب أن نعترف أن المرأة التي تعتمد على الرجل مادياً، تفقد جزءاً من حريتها، ولذلك أول خطوة خطوتها في طريق تخلصي من السلطة الأبوية، هي البحث عن عمل، وأنا في الـ18 من عمري. ومن وقتها إلى الآن، وأنا في السادسة والثلاثين من عمري، لم يرعَني رجل مادياً، ولو ليوم واحد، ولذلك عندما وصلت إلى مرحلة الزواج في حياتي، وأنا في سن الثلاثين، كنت متحققة مهنياً، ومستقلة، ولم يتسلم زوجي مسؤوليتي من أحد سواي. وبهذا، أصبحت حريتي في اتخاذ قرارات تخصني، ملكي وحدي.

كتابة: #أميرة_الدسوقي، موقع @raseef22

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى