كتّاب

11 سنة من العطاء والنضال بالكلمة ….


11 سنة من العطاء والنضال بالكلمة .
نغني ونحارب دفاعا عن الحرية ❤️
كل سنة ومصر المتسامحة المترابطة في عزة .. وأسرة #جريدة_الوطن في تألق .. كل سنة و القارئ هدفنا وسندنا
#أنا_الشعب عدد خاص منكم وعنكم❤️

(اللمة والصحبة والعزوة)
“الإنسان كائن إجتماعى”: تتجلى هذه المقولة الشهيرة لـ “إبن خلدون” فى مختلف ربوع مصر، فى القرى والنجوع والمدن الكبيرة، حالة التضامن والترابط هى سمة أصيلة فى الشخصية المصرية فرضتها الحضارة الزراعية التى تقوم على التعاون والعلاقات التبادلية و المصاهرة بين العائلات .. حتى أصبحت “فلسفة حياة”.
وفى كل التحولات التاريخية كانت “وحدة البشر” وتلاحمهم هى نقطة التوازن التى تحفظ مصر ، إنه مشهد متكرر فى الثورات و الأوبئة، فى الزلزال ومحاولة ضرب اللُحمة الوطنية بسيف الفتنة المسوم .. وفى كل الأحداث الكبرى سف تجد نفس الصورة تتكرر: الغنى والفقير الشاب والكهل المسلم والمسيحى الرجل والمرأة .. وكأن كلمة “مصر” كفيلة بأن تسقط الفوارق الطبقية والعرقية والنوعية و أن ينتصر المصريين دائما تحت شعار : “أنا الشعب”.
“ماستر سين”: المشهد الرئيسى للشعب المصرى تجلى فى ثورة 1919 حين خرج شعار “الدين لله والوطن للجميع”، وكانت الصورة الأشهر للثورة تجمع بين الهلال والصليب وهى الصورة التى تكررت بـ “اللحم الحى” حين طلب الرئيس “عبد الفتاح السيسى” عقب ثورة 30 يونية، من الشعب منحه تفويضا لمواجهة عنف وإرهاب متحتمل .. يومها نزل الملايين إلى الشوارع فى نهار رمضان وأفطروا معا “مسلم ومسيحى” ، لهذا ربما لم تفلح مؤامرات ومحاولات ضرب الوحدة الوطنية و إشعال حرائق الفتنة فى النيل من المصريين .. على العكس هو نفس الشعب الذى يتطوع مسيحيوه لتوزيع التمر على المارة فى الشوارع لحظة الإفطار والذى يشارك فيه رئيس الجمهورية “قداس عيد الميلاد” وتزدحم السوشيال ميديا بالتهانى فى الأعياد المسيحية والمسلمة : إنه “صوت الشعب”.
“بنت الحتة”: الأحداث الكبرى فى حركة المجتمعات يصنعها المكون الرئيسى للمجتمع “الأسرة” ، علمتنى أمى –رحمها الله- أن الجار أقرب من الأخت إنه أول من يدق بابك أو يغيثك .. نشأت فى حى تجارى بمدينة طنطا ، هنا يتراص البنات فى الشرفات ، لا تجرحهن نظرة ولا يجرؤ غريب عن الحتة أن يرفع بصره إلى أعلى .. لنا “حصانة” خاصة من شباب الحتة ،(الحتة يشار بها إلى منطقة سكنية )، جزء من تربية الشاب هنا أن يُسخر شهامتة لحماية الجارة من أى متطفل .
هنا ، جارتنا الودود التى تحتفل بالأعياد ونتبادل معها الكعك ، وتمتد يدها الموشومة بالصليب لتطبطب على كتف المريض أو الحزين .. لا مكان هنا للتحرش الطائفى ولا التربص بدين الآخر .. إنها مدينة “السيد البدوى”.
“روح المكان”: لا تزال أسرتى تقطن بمدينة طنطا، البشر يحملون نفس ملامح الطيبة والتسامح ، بدون أى فزلكة أو طنطنة بحديث عن حقوق المواطنة و قبول الآخر .. إنهم يتعاملون بتلقائية .. تربطهم العادات والتقاليد التى صدت كل محاولات “تغيير الهوية” .. سوف ترى المسيحى يحتفل بـ”زفة خليفة البدوى”، والمسلم يهنئ أو يعزى فى الكنيسة : “مصريتنا أولا”.
“الأصل”: لايزال منزل أبى فى نفس الشارع، كل ما تغير أن العائلات إندمجت بالمصاهرة ، وكأن جينات الحب تنتقل من جيل إلى آخر، نفس الود والترابط : أضحية العيد التى يتذوقها الكل، الأبواب المفتوحة للجار، الأطفال الذين يشعرون بالأمان فالكل عمى أو خالتى .. لى فى هذا المكان سيدات لعبت معهن –طفلة- أمام المسجد إنتظارا للآذان ، وشباب تجمهروا على باب المستشفى حين مرضت أمى .. لي فيه حقوقا وعلى واجبات .. هذا هو إيقاع الحياة اليومية المتبادل :”إنه الأصل”.
“التواصل الإجتماعى”: بقدر ما غير فينا إيقاع العصر و تحول العالم إلى قرية صغيرة و مواقع التواصل الإجتماعى التى تلتهم وقتنا وتفكيرنا، بقيت العادات والتقاليد “حافظة القيم”، حتى أن موقع فيسبوك أصلا مؤسس على تجميع البشر من مدينتك ومدرستك وجامعتك.ورغم عيوب السوشيال الميديا إلا أنها تحولت إلى وسيلة “دفاع جماعى” عما تربينا عليه، تناهض التحرش وتندد بالإبتزاز الإلكترونى وتجمع من تفرقوا .. أصبحت هى أيضا “أداة ربط” تزيد إلى المعارف والأصدقاء وتتصدى لمحاولات إشاعة الفرقة ولأبواق التحريم والتكفير.. نحن عادة ما نلوم السوشيال ميديا لكن لاحظ كيف تحولت إلى “منتدى مفتوح” يتشارك الجميع -من خلالها- فى مناقشة دراما رمضان مثلا أو سعر الدولار أو الأخبار السياسية.. إلخ.
القول بأن الإنترنت خطفنا من حياتنا الواقعية ليس صحيحا تماما، فقد دخلنا فى نقاش أوسع وعلاقات إجتماعية جديدة .. حتى ان بعض عشاق العزلة أصبح لديهم “ترابط إفتراضى”.
“العزوة”: سوف تلاحظ أن “الأهل والجيران” جزء أصيل فى أغلبية الأفلام الكلاسيكية والحديثة، وأن قصص حب الجيران خلدتها السينما كما خلدها الأدب والشعر .. إنها موسوعة خاصة بالمصريين .. حياة لا تشبه حياة الشعوب الأخرى ، فالقبيلة أو العائلة هنا لا تعنى “القبلية” بل تعنى “الترابط” وهو ما يمتد للزملاء والأصدقاء أيضا.
لا أحد فى مصر يشكو “الوحدة”.. الحياة هنا تزدهر بالبشر و تزدحم بهم .. حتى كومبدنات الصفوة خلقت “حياة إجتماعية” تناسبها لكن عامودها الأساسى هو “اللمة والصحبة والعزوة “.. الشعب المصرى هو من سجل فى قاموسه الشعبى: (جنة بلا ناس لا تُداس).
https://m.elwatannews.com/news/details/6541127


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى