كتّاب

اليوم ألقى شولتز خطاباً في كنيس يهودي. لبس القبعة اليهودية وقال: اليهودية تنتمي …


اليوم ألقى شولتز خطاباً في كنيس يهودي. لبس القبعة اليهودية وقال: اليهودية تنتمي إلى ألمانيا. حذر “الآخرين” من العبث، ومضايقة اليهود.
يوجد في ألمانيا ٢٠٠ الف يهودي، وستة ملايين مسلم. من الملايين الستة المسلمة هناك ثلاثة ملايين ونصف يحملون الجنسية الألمانية.
ينتمي شولتز إلى مجموعة من السياسيين الألمان الذين يستغلون المناسبات المهمة للتأكيد على أن “الاسلام لا ينتمي إلى ألمانيا”.

في سبيل دعم موقف السلطة تتسابق صحف البلاد إلى نشر صورة شاب فلسطيني يقال إنه وزع البقلاوة احتفاء بهجوم حماس على فرقة غزة الإسرائيلية، وبعض المستوطنات.

على استحياء قالت دير شبيغل إن ثلاثة أحزاب ألمانية راديكالية (دي بارتاي،NPD، والطريق الثالث) احتفت بهجوم حماس ضد ما قالت إنه “الإميريالية الصهيونية”، ساخرة من “عبيد الصهيونية الطوعيين في برلين”.
مضافاً إليه البيانات التي قدمتها FORSA حول الموقف الشعبي من الأحداث. إذ قال حزبان بارزان Afd /FDP إن ألمانيا ليس عليها أي التزامات تجاه إسرائيل بنسبة: 66%/78% بالترتيب.

هذه الحقائق القاسية تبدو أقل أهمية من شاب فلسطيني يحمل طبقاً من البقلاوة في حي شعبي في برلين. تهرب ألمانيا من حقيقتها إلى حقائق بديلة، تتصاعد موجة معاداة السامية في البلاد، وتؤكد وزارة الداخلية أن حوالي ٢٥٠٠ اعتداء على أفراد ومؤسسات يهودية حدثت في العام الماضي، يقف خلفها راديكاليو اليسار واليمين. في الهوجة الراهنة يراد للأزمة الداخلية أن تحال على اللاجئين العرب.

مساء اليوم في برلين خرج الرئيس الألماني ليعلن تضامنه مع إسرائيل. الخطابات التي قيلت بصوت عال بدا واضحاً أنها تصدر عن ممثلين لم يجدوا الوقت الكافي لدراسة الأمر الذي يشغلهم. منذ انهيار الجدار لم توضع قضية فلسطين على طاولة النقاش السياسي والفكري في ألمانيا سوى لماماً. فجأة جيء بها إلى العلن وصار مطلوباً من كل مواطن أن يبدي رأياً في مسألة يجهلها حتى رئيس البلاد.

بيربوك، وزيرة الخارجية، قالت في القاهرة إن الحرب على الإرهاب لا ينبغي أن توقف. شابة قادمة من حزب الخضر، كانت حتى ليلة استلامها لوزارة الخارجية مشغولة ليل نهار في الحديث عن علاقة تجارة اللحوم بانبعاث ثاني أكسيد الكربون. ثم على عجل طلب منها أن تلقي خطاباً بشأن الصراع العربي الإسرائيلي. حين يعيب حزب البديل الراديكالي على الحكومة فهو يستخدم تعبيراً مثيراً: تتبع حكومة ألمانيا خطاباً نسوياً وسياسة نسوية حين تتحدث على الصعيد الدولي. ومن نتائج تلك النسوية السياسية أن جعلت البلاد رهينة في قبضة روسيا.

تسخين قاتل يجري في ألمانيا، يعيدنا إلى الليلة الكريستالية Kristallnacht من العام ١٩٣٨. في الليلة تلك خرج الألمان وحطموا متاجر اليهود وممتلكاتهم في كل ألمانيا. كانوا قد خضعوا لخطاب تعبوي لمدة خمسة أعوام يجرّم كل ما هو يهودي. بالطريقة نفسها، الأدوات إياها، والتلاحم نفسه يشيطن النظام الألماني وآلته الدعائية العرب والمسلمين. السيدة ماريون هورن، رئيس تحرير صحيفة بيلد الأكثر مقروئية، قالت اليوم في افتتاحية الصحيفة إنها ليست على استعداد للبقاء في بلد يعجّ بكارهي السامية ومؤيدي الإرهاب. ميرتز، رئيس كتلة المسيحي الديموقراطي، قال هذا اليوم إن بلاده لن تقبل لاجئين من غزة فهي مليئة بما يكفي بكارهي السامية.

تردد الصحف الألمانية كذبة تقول إن عدداً من اليهود استيقظوا على فاجعة، إذ وجدوا نجمة داوود مرسومة على أبواب منازلهم. الإشارة هنا إلى فاعلين مسلمين يستلهمون التجربة النازية. هذا التسخين مستمر على وتيرة ترقى لمستوى الجريمة. صارت ألمانيا فجأة إلى “عسقلان كبيرة”.

كما لو أن ألمانيا تعلمت، من النازية، فقط نصف الدرس: أن لا تشيطن اليهود ولا تقتلهم. بينما تقول الصفحة الثانية من الدرس نفسه: لا اليهود ولا سواهم.

م.غ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫6 تعليقات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى