الأقيال

تـــــهافــت البروفسيور احمـد الدغشــــــي…


تـــــهافــت البروفسيور احمـد الدغشــــــي

مـصـطـفـۍ مـحـمـود

يوم خاض الأقيال نقاشات مستفيضه بخصوص كتاب الأقيال للاستاذ الدكتور احمد الدغشي برغم اني تلقيت دعوة للمشاركه. من القيلين العزيزين شوقي القاضي. و عمار التام اللذين تصدرا فكرة تشريح كتاب الاقيال وتعريته فكريا وعلميا ومنهجا وحشدا لذلك واعدا العده …… لكني حينها لم اتمكن من المشاركه لأسباب صحيه اغلبكم علم بها.. يومها كنت اتلقۍ العلاج وغير مسموح لي بالخوض في نقاشات وحوارات وكتابات … والحقيقه لقد كانت نقاشات الاقيال وكتاباتهم وحواراتهم بديعه تفوق التصور دحضت كل ماورد في كتاب الاقيال بأسلوب علمي ومنهجي. جردوا المؤلف الدغشي وهو الاكاديمي الذي لايبارۍ في ميادين المعرفه من كل احاجيجه وأسالبيه المنطقيه بحجج ومفاهيم علميه اقوۍ. وبمنطق اكثر متانه و عمقآ …

لكن من وجهة نظري بقاء جانب مهم لم يتم تغطيته بشكل كاف.. وهو يمثل مضمون الكتاب وخلاصة ومايهدف اليه المؤلف .. إذ إن المؤلف انتقص من الحضاره اليمنيه وقلل من اهميتها. وعدم جدوۍ انبعاثها من جديد … وهو بذلك .يهدف الۍ تجريد الاقيال من مشروعيه نشاطهم، وهنا مكمن الخطر. في الكتاب بالكامل لأن الانتقاص من الحضاره اليمنيه تعني بالضروره افراغ حراك الاقيال من كل قيمه ومعنۍ وطنيا وانسانيا وحضاريا واخلاقيا ليصورة كنشاط شبابي غير مسؤل في ردة فعل اكثر سلبيه من الحوثي مضاده الدين. وآل بيت الرسول. اي انه نسف القاعده الشرعيه التي علي اساسها ينشط الاقيال وينادون بأحياء هويتهم اليمنيه….. .والقاعده تقول اذا استطاع خصمك نسف مشروعيتك سهل عليه تصنيفك… وهذا بالضبط ماسعۍ اليه وقصده مؤلف الكتاب

وهنا اسمحولي احبائي ارد عليه بالاتي

تاريخ الحضارة اليمنيه تاريخ عريق لأمة عريقة، وقد انطلق فكر هذه الأمة بتاريخها الخالد من خلال تطور الأمة اليمنيه عبر ألازمنه وتفاعلت مع الحوادث والظروف وعبر تجارب وأحداث حية لتنسج حولها تعبيرات متنوعة متجددة مع تجدد الزمن؛ من الإبداع.. والخلق.. والتجديد الدائم، وهذا ما كان يعطيها نشاط وقوة ويضمن استمرار حيويتها وتكاملها على ضوء تجاربها بين الماضي والحاضر لبناء مستقبلها ولتخلق للحياة معنى جديد لحاضرها ولمستقبلها…

فالاقيال وفق هذا المفهوم والمعنى يجددون الماضي ويخلقوا المستقبل على ضوء معطيات حاضرهم ، وهذا الفعل هو الذي سيبلور لدى اليمنيين (الفكر القومي اليمني )، هذا الفكر الذي سيوحد كل عناصر الهوية اليمنيه، ارض وانسان . . ومن التراث.. والعادات.. والتقاليد.. والقيم.. والعلوم.. والآداب.. والفنون.. والثقافة.. وكل ما هو مشترك يتقاسمها شعب واحد، ولن يسهم في صنع هذه المقومات لبناء هويه جامعه إلا حراك الأقيال

ولهذا يادكتور احمد. يتركز نشاط الاقيال من جعل الإنسان اليمني متصلا بجذوره وأصوله وأجداده؛ بكون الإنسان اليمني الحاضر هو امتداد لذلك التاريخ ولتلك الحضارة اليمنيه العريقة.

القومية وهوية الأمة اليمنيه

فالأمة اليمنيه ، أمة لها فكر.. ولغة.. وتراث.. وفن.. وآداب.. وآثار.. ووجود، والأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها وآثارها وبعلومها وفنونها، باعتبار أن اللغة.. والفكر.. والتراث.. والآثار.. والعلوم.. والفنون بالمجمل يشكل جزءا أساسيا من هوية الأمة، تاريخا وحضارة، وهذه الهوية هي التي تكشف وتوثق أصالتها وعراقتها بتدوين التاريخ وتوثيقه كما فعلها أجدادنا اليمنيون قبل سبعة ألاف سنة وبكل وضوح وصدق، سواء عبر الألواح الطينية أو عبر تجسيم الإحداث بمئات الآلاف المنحوتات الفنية الراقية في الصخور والجبال.. مما تم اكتشافها – وبمثيلها وربما أكثر بكثير مما تم سرقتها وتهريبها وتجريفها علۍ يد الأمامه واعوانهم الخونه.. وهنالك الكثير لم يكتشف عنها البعد – والتي ما زالت إلى يومنا هذا شاخصة إمام أنظارنا وأنظار العالم؛ والتي تتواجد في ارقي متاحف العالم والتي تعتبر سجلا تاريخيا دون فيها أبرز الإحداث والوقائع التي مرت على الأمة اليمنيه في تلك الحقبة التاريخية الموغلة في القدم، لتشكل خير وثيقة عهد والاتصال وهمزة وصل بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والأجيال القادمة لكي يتم الحفاظ على هوية الأمة.

فالأمة اليمنيه ؛ هذه الأمة التي تميزت عن غيرها من الأمم بالشواهد الحية التي تجعل من أبنائها يعتزون كل الاعتزاز ويفتخرون كل الافتخار متمسكين بجذورهم.. و بتاريخهم.. وبتراثهم.. وآثارهم.. وعلومهم.. وفنونهم.. وآدابهم.. والتي أرقى ما تتميز بها الأمة اليمنيه.. ولما كان الفكر.. والعلم.. والفن.. والأدب.. والتراث اليمني مكونات لكيان الحضارة والتراث الوطني اليمني ، فجل ذلك يمثل غير شاهد بما قدموه أجدادنا اليمنيين من إسهامات في تأسيس هذا الكيان الذي هو مصدر الاعتزاز والفخر عند كل يمني حر بما قدموه ويقدمونه من التحضر.. والثقافة.. والتطور.. التي هي ركائز هوية الحضارة وعنوان لثقافة الأمة اليمنيه في تاريخها وحاضرها

، لذلك نجد هوية امتنا اليمنيه هي على الدوام ملهمة لتراث الثقافي العالمي و لكل الأمم، بل نجدها مصدر للإبداع المعاصرين من الأدباء.. والفنانين.. والشعراء.. والمفكرين.. والفلاسفة.. يأخذون من الفنون.. والعلوم.. والتراث اليمني مصدرا موحيا لخلق إعمال تحاكي ما أنجزوه وما تركوه أجدادنا اليمنيين قبل سبعة ألاف سنة من إعمال فكرية وفنيه وانجازات رائعة والتي بمجملها تحولت اليوم إلى تراث عالمي؛ والتي كحاصل تحصيل تربط حاضر الأمة الأشورية بماضيها الخالد لتأخذ الإبداعات الجديدة التي يبتكرها المبدعون المعاصرون مواقعها في خارطة التراث الثقافي العالمي والذي يحسب على رقي امتنا اليمنيه ومدى ازدهار حضارتها وعلى كل مستويات الحياة الثقافية.. والعلمية.. والأدبية.. والفنية.. والسياسية.. والاجتماعية.. والاقتصادية .

قيمة التراث في الفكر اليمني

ومن هنا فان تراث الثقافي.. والأدبي.. والفني.. والعلمي اليمني ؛ بكل معالمه وصروحه وأثاره تجاوزا تأثيره (المادي)؛ من الكتابات الجدارية. فوق الصخور والجبال . والرقم الطينية.. والتماثيل الحجرية الضخمة.. والأواني الفخارية.. وحلى الزينة.. والصروح المعمارية.. والنقوش.. وغيرها إلى تأثير (الغير المادي) فلكلوري؛ من أغاني.. ورقص.. وملابس.. وقصص.. وأساطير.. وحرف.. توارثتها الأمة اليمنيه عبر الأجيال لتعبير عن نبض وروح حياتها وثقافة الأمة وهويتها، هذه الهوية التي تتغذى بهذا (التراث) والذي يرتبط مقوماته في عقل ووعي الشعب اليمني حضاريا.. وتاريخيا.. وسياسيا.. ودينيا على حد سواء، ومن هنا فان تعلق الإنسان اليمني في كل مراحل التاريخ يأتي بما اختزنه من ذلك الماضي ومن تراثه الثقافي.. والفكري.. والعلمي.. والفلسفي.. والأدبي.. والفني، والتي هي بمجملها تمثل هوية القومية للأمة لارتباطها الشديد بالوعي الغريزي للفرد اليمني ، لان الفهم السياسي لمفهوم (القومية) يرتبط بالمفهوم (الأمة)، من حيث الانتماء، وهنا نحن نحدد ما يخص تحديدا (الأمة اليمنيه )، فـ(القومية) باعتبارها إدراك وإحساس وشعور بالانتماء إلى كل ما هو مشترك في التراث والى كل ما هو متضامن بين مجمل مكونات الأمة من أجل تحقيق وحدتها – والتراث المشترك هنا يشمل اللغة والثقافة والدين والاعتقاد بالأصل الواحد – لتأتي القومية بفهمها الإيديولوجي؛ قوامه الشعور بان أبناء الأمة لهم كيانهم الذاتي وتطلعات بحقهم في تنظيم كيانهم القومي تنظيما اجتماعيا.. وسياسيا.. واقتصاديا.. بما يحقق لهم تكوين شخصيتهم تكوينا قوميا مستقلا .
ومن هنا يأتي اعتزاز الاقيال بهويتهم القوميه وتراثها باعتبار هذا (التراث) هو الجذر الذي يؤرخ أمجاد الأمة اليمنيه ويغذي حاضرها، ليأتي تقيمه بهذا المعنى، ..

يتخذ الاقيال كل ما يلزم لحماية هذا التراث ونقل معانيه إلى المجتمع اليمني ليضمن انهاء التشظي واستعادة الكيان اليمني المحطم. ونهضة الأمة اليمنيه نهضة على كل المستويات؛ مرفقة بأهمية مكونات التراث اليمني باعتباره تراث حيا حاضرا يحفزهم ثقة وعزما لمواجه المستقبل.
ولما كان (التراث) يمثل باعتباره محاورة الفرد اليمني مع الطبيعة عبر تراكم الخبرة بنقل تجاربه من الماضي إلى حاضره ليتوجه نحو المستقبل، فبقدر كونه يمثل ذاكرة الفرد والمجتمع، فانه كحاصل تحصيل يمثل هويته التي بها يتعرف الناس على هذا الشعب، لان عبر تراكم التراث، وبشتى قيمه الاجتماعية.. والثقافية.. والعلمية.. يكون مصدرا ثقافيا.. و تربويا.. وفنيا.. وعلميا، وبتراكم المعلومات؛ تكون وجه الحضارة؛ والتي كحاصل تحصيل لهذه الجدلية المنطقية تتكون ذاكرة الأمة اليمنيه العظيمه

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫16 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى