كتّاب

مروان الغفوري | هل أفلح تيغنيل ودولته؟ لم يكن لدى السويد مطلع الأمر سوى بضع


هل أفلح تيغنيل ودولته؟
لم يكن لدى السويد مطلع الأمر سوى بضع مئات من أجهزة التنفس الاصطناعي، أقل من ألف. لكنها كانت مزودة بنظامين فريدين: مجتمع بمستوى عال في مقاييس الثقة (تجاه بعضه، وتجاه نظامه السياسي)، ومنظومة خبراء وبائيات ماهرة. تعرضت استراتيجة تيغنيل لهجوم حاد في الداخل والخارج، وقع مئات الأطباء عرائض رفض، اعلنت الدول المجاورة حصارا خاصا ضد السويد .. استمر هو في عمله وإدارته للكارثة: شيء من التباعد، تخفيض بسيط للحياة الجماعية، الاقتصاد يمضي في طريقه، الانتباه العام.

ها هي الموجة الجديدة تعود، ألمانيا تصعد إلى الأرقام الرباعية بعد أن كانت قد هبطت إلى الأرقام الثلاثية (الآلاف بدلا عن المئات). كذلك فرنسا، أسبانيا، شرق أوروبا. الصيف في منتصفه. قبل أسبوع قال باحثون إنجليز إن البيانات التي في حوزتهم لم تفدهم، بعد تحليلها، في الفصول إلى إجابة حول سؤال ما إذا لهذا الفيروس طبيعة موسمية تتأثر بتغير الوصول.
في الوقت نفسه، حاليا، تعلن السويد أن عدد الإصابات تسجل رقما منخفضا جدا، وأن الإصابات الشديدة التي تستدعي الدخول إلى العناية المركزة تقترب من الصفر. عداد الوفيات أيضا منخفض. تقول السويد إنها تركت الموجة وراء ظهرها في يونيو الماضي. ويؤكد تيغنيل: هذا فيروس سيبقى معنا سنوات طويلة، مواجهته بإيقاف الحياة والاقتصاد هي فكرة مدمرة.
قبل شهر قالت دراسة سويدية شملت حوالي ٨ آلاف شخص إن معدل الإصابة اقترب من مناعة القطيع (٥٧%، وتعرف مناعة القطيع بمعدل تفشي مقداره ٦٠% فأكثر).

الأجواء عادت للتوتر في ألمانيا وما حولها، وتبدو السويد مسترخية لحد كبير. هل نجحت؟

م.غ.

مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى