“الديروكس مش بتاعنا إنما الألويز بتاعنا”
بعد حالة الغلاء الأخيرة في مصر، ازداد ثمن الفوط الصحية بشكل مبالغ فيه مما جعل الكثير من السيدات يعبرن عن استيائهن بنشر بعض المنشورات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون ردة الفعل عنيفة جدا و مجحفة من الذكور مع وابل من الاتهامات بانعدام الحياء و “الوش المكشوف” و تساؤلات وجودية حول “ازاي الستات دول يقولوا ان بيجلهم الدورة؟!”
والحقيقة أن منطق الخجل من الدورة الشهرية للمرأة باعتبارها “بلوة” يجب على المرأة سترها، هي أفكار متأصلة بشدة في المجتمع المصري، فأول ما تتعلمه الفتاة المصرية البالغة حديثا من والدتها وأقرانها هو حيل تخبئة الفوط الصحية حتى لا تظهر بأي شكل، حتى لو كانت محاطة بسيدات مثلها تأتيهم نفس الدورة الشهرية ويستخدمون نفس الفوط الصحية.
مع ذلك يظهر في الدراما في العديد من المشاهد أغلفة الفوط الصحية الأشهر في مصر لتكون في أغلب المواقف مادة للسخرية أو التحرش بالبطلة بشكل أو بأخر. وفي مسلسل الهرشة السابعة في الحلقة الأولى يظهر بوضوح شديد غلاف الفوط الصحية التي تحملها أمينة خليل (نادين) وتخبئها فجأة بعدما رأها شريف. وبعدها بأقل من ثلاثين ثانية، وفي مشهد غير متسق مع ذات العمل وأفكاره، يبتاع زوج نادين (آدم) أوقية ذكرية ولكنها تظهر مشوشة لتخبئ الماركة الشهيرة durex الوحيدة الموجودة في مصر تقريبا.
من غير المفهوم إطلاقا سبب التشويش على العبوات، هل هي تعليمات من هيئة الرقابة المصرية بمنع عرض صور الواقي الذكري، على أي منطق يمنع جهاز فني صورة وسيلة منع حمل في دولة تخاطب ليلا نهارا بأهمية تحديد النسل؟ أم أنها رغبة صناع العمل الشخصية التي قلقت من العبث بقدس أقداس المجتمع المصري؛ “قيم الأسرة المصرية” الجميلة؟ أتخشى الناس رؤية علبة واقي ذكري يستخدمه الرجل في مجامعة زوجته ولكن لا يخجل من رؤية غلاف الفوط الصحية التي يشين المرأة إذا شكوت من غلو أسعارها وعدم قدرتها على توفيرها كاحتياج أساسي لها؟!
كتابة: شيماء العيسوي
#سوبرومن
#مرصد_دراما_رمضان
#الهرشة_السابعة
#الحيض_ليس_جريمة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات