الغزو البدوى للمحروسة…

الغزو البدوى للمحروسة
“القصة الحقيقية”

“4”

بعد ان تسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفتاح بيت المقدس، قام بعقد إجتماع ثنائى مع السيد عمرو بن العاص لبحث مسألة الإستيلاء على مصر، ومع ان التاريخ يخبرنا بان عمر كان شخصية قوية وعنيفة- نتذكر جميعا مقولته الشهيرة “أأقتله يارسول الله” والتى كررها مئات المرات لأتفه الأسباب، كما يخبرنا التاريخ ايضا بجبن السيد عمرو- ولعلنا نتذكر ايضا حين رفع عمرو إسته فى مواجهة الإمام على بطريقة مذلة ومخزية تنم عن جبن لايوصف.
ومع ذلك كان عمرالشجاع مترددا فى الموافقة على إقتراح بن العاص، بينما كان عمرو الجبان مصرا على المضى قدما فى هذا المشروع، وعمرو قد يكون جبانا ولكنه من ادهى العرب، ويعرف جيدا كيف يصل لهدفه، فحين وجد أن الخليفة يبدو مترددا فى موافقته، قرر أن يلقى بالورقة الرابحة ليكسب بها رضاء الخليفة فقال:
“إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم، وهى اكثر الارض اموالا، واعجزهم عن القتال والحرب”( فتوح مصر وأخبارها، ابن عبد الحكم ، ص 56 ).
ماإن نطق الداهية عمرو بهذه الجملة السحرية حتى سال لعاب الخليفة ونسى تردده ووافق فورا على القيام بتلك الحملة المباركة.
وهنا لنا أن نتوقف قليلا لنبحث فى مدى أصالة مسلماتنا الفكرية، فقد قالوا لنا إن فتح العرب لمصر ولغيرها من البلدان كان بهدف نشر دين الرحمة والسماحة بين أجدادنا من الكفرة الفجرة، ولكن هاهو خليفة المسلمين وقائد جيشه يتحدثان عن غزو مصر بطريقة براجماتية لادخل للسماء فيها، فلم يذكر أى من هذين السيدين إسم الله فى هذه المحادثة، ولم يحاول أيا منهما أن يكذب ويدعى أنه سيغزو مصر من أجل نشر الإسلام فيها، ولاحتى لتحريرها من الغزاة الكفار، ولاحتى تنفيذا لأوامر نبى الإسلام بطرد الكفرة من المنطقة العربية، لاشئ من هذا على الإطلاق أيها السادة.
إنما هو حديث دنيوى بين شخصين يريدان إستغلال ضعف مصر- بمنتهى البرجماتية- لتقوية جيوش المسلمين، ونهب أموالها باعتبار أن أموال أجدادنا وأعراضهم حل للبدو.
وربما منعهما الخجل من الإستطراد فى الحديث عن نساءنا “اللعب” كما سيقولون فيما بعد، وعلى كل هذا هو النص الذى يجله مليار ونصف مليار مسلم منهم مايقرب من سبعين مليون مصرى مسلم لم يفكر الكثيرين منهم فى أن يستعملوا عقولهم فى قراءة التاريخ ليروا حجم الدناسة التى تختفى وراء ستار التقوى.!!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات