كتّابمفكرون

“شيخ جامع”…


“شيخ جامع”
شيخ الجامع هوالرجل المكلّف بإمامة الصلاة، والقاء خطب الجمعة والأعياد، ومن ثمّ فإن ذلك هو الدور المنوط بشيخ جامع الأزهر، وهذا هو مسماه الحقيقي، أمّا أن يتضخم هذا الجامع ليشمل جامعة وكليات ومعاهد ومدارس ومراكز للبحوث وهيئة لكبار العلماء، فهذا ليس معقولا ولا مقبولا.

يسيطر الشيخ ومعاونيه علي ما يزيد عن 4.5 مليون مواطن مصري، كطلاب وتلاميذ في منشآته التعليمية، كما يسيطر علي مالا يقل عن 10 مليون خطبة في المساجد سنويا، والعديد من الإصدارات الورقية والمواقع الإلكترونية والبرامج المسموعة والمرئية، يخاطب فيها عقول المسلمين جميعا، يناهض بها كل محاولات التنوير وتجديد الخطاب الديني.

لا أذهب بعيدا عندما أقول أن نصا أضيف الي الدستور في غفلة من الزمن يمنع إقالة هذا الشيخ، جعله يشكل دولة داخل الدولة، فهو يملك أدواته التي أشرت إليها، ورأيناه يعاند رئيس الجمهورية، المسؤول الأول عن كل ما يخص هذا البلد، وذلك عندما طالبه بتجديد الخطاب الديني، وحتي في أمر بسيط لا يتعدي منع الطلاق الشفوي.

رأيناه يصرّ أمام الجميع علي أن القرآن لا يشكل أكثر من ربع الدين، وثلاثة أرباعه قد أورده البخاري فيما يدعي صحيحه وهو غير ذلك بالكلية، وفيه من التناقضات والإسرائيليات والأحاديث المكذوبة والضعيفة، ما قاد العالم كله الي هذه الحالة التي نراها من العنف والتطرف وكراهية الإسلام.

ثم أتوقف كثيرا عند لقب يتداوله الإعلام المنافق كما يتداوله العامة والخاصة، وهو لقب “الإمام الأكبر” ….
أكبر من من؟ أكبر من أئمة الإسلام في عصوره المختلفة؟، أم أكبر من “الإمام علي” مثلا الذي لم يحمل لقب الأكبر؟.

قرأت خبرين صادرين عن شيخ جامع الأزهر، يشكر في أحدهما العلماء العاملين علي لقاحات كورونا ويطالب بسياسة عادلة لتوزيع اللقاح، وفي الآخر يطالب المجتمع الدولي بموقف حاسم لوقف الاستيطان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية.
ما هذا؟ وما علاقة ذلك بالدين؟ أليست تلك أمور سياسية وعلاقات دولية وأمور صحية وتنفيذية لا دخل له بها؟
ولكنه يري في نفسه مسؤولا وصاحب مؤسسة كبري يطلق البيانات والتصريحات ويحدد المواقف، يمتزج لديه الدين بالسياسة وله جمهوريته الخاصة التي يرأسها.

لن تجدي كل إنجازات إعادة البناء, والمدن الجديدة وتطوير البنية التحتية، ومحاولات إصلاح الإقتصاد، في حين أن المستخدم الرئيسي لكل ذلك وهم المواطنون الذين يزيد عن ثلثهم أمي لا يقرأ، واقعون تحت تأثير الأزهر.

معظم هذه الجموع لا يتشكل وعيها الإنساني الا من خلال شيخ جامع الأزهر وباقي شيوخ الفتنة والطائفية، والمائتي ألف مسجد.

والنتيجة نراها جلية أمام أعيننا، شعب معظمه ضائع، بلا وعي أو ثقافة، ضاعت هويته المصرية والإنسانية، يتخبط تائها في هويته الدينية، التي لا يري لها محددات واضحة، يمارس كل أنواع النفاق الديني، في نفس الوقت الذي يمارس فيه كل أنواع الموبقات، يذهب أبناء العالم كله الي التعليم والثقافة والتطور والتكنولوجيا، ويذهب أبناؤنا الي التطرف والعنف والكراهية، والدفاع الشكلي والهمجي ضد الرسوم المسيئة والأبله زكريا بطرس.

حالة من الكراهية والتراشق والإزدراء تسود كل مواقع التواصل الإجتماعي بين المسلمين والمسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، أسس لها وبناها وتعهدها كهنة الطرفين.
وهنا أنا لا أعفي كهنة الدين المسيحي من المسؤولية، هم فقط يستخدمون أسلوبا مختلفا، وإن تركز حديثي عن الأزهر وشيخه ليس الا نتيجة أن المسلمين يشكلون الكثافة والغالبية العظمي.

الحلّ الذي يتعامي عنه الجميع ويحاربه الأزهر بضراوة، دفاعا عن مكتسباته المادية والمعنوية وسيطرته المغتصبة علي المجتمع، هو الأخذ بالعلمانية، وفصل الدين عن الحكم، وتطبيق القانون والمواطنة المبنية علي الحقوق والواجبات المتساوية للجميع، واحترام الغير بصرف النظر عن معتقده.

وأولي الخطوات التي أري أنها اصبحت ملحة الآن، هو نزع القداسة المدعاة عن هذا الأزهر وعن شيخه، وسحب كل المنشآت التعليمية منه واضافتها الي وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، وسيطرة الحكومة علي كل الأنشطة المتبقية لدي هذه المؤسسة مثلها مثل أي مؤسسة أخري في الدولة.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى