مفكرون

أحمد علام الخولي | كل هذا الكم من محاولات تبرير جرائم التحرش والإغتصاب الغرض منها ترهيب البنات


كل هذا الكم من محاولات تبرير جرائم التحرش والإغتصاب الغرض منها ترهيب البنات والمرأة عموما ووضعها فى حالة إتهام وشعور بالذنب لكى يتم دفعها للإطار والشكل والأزياء التى يريد فرضها المجتمع المتدين المزدوج الذى يقوم بعمل إرهابا فكريا للسيطرة على النساء للمحافظة على الهيمنة الإجتماعية التى يسقطها الأن واقع المجتمع وخروج المرأة للعمل وإعالتها ومشاركتها فى إعالة 60% من الأسر بمجتمعنا ولايوجد سلاح فى يد جماعات الإـ///ــلام السياسي للمحافظة على الهيمنة المتأكلة إلا السيطرة على النساء

ولندرك حجم المواجهة الأن فلنقارن بين الصورتين فالأولى من 60 عاما تقريبا لسيدة وزوجها يفترشان كورنيش النيل وخلفهما رمسيس رمز حضارتنا وهويتنا فى مشهد بديع يجلسان يقضيان بعض الوقت فى أمان تام مر عليهما مصور ممن كانوا ينتشرون فى ذلك الوقت لإلتقاط صور للأزواج والأحباب والأصدقاء والصديقات فى مشهد طبيعى ويتراص على إمتداد الكورنيش كثيرين من باعة المأكل والمشرب واللب والبيبسي ( الكازوزة ) لا يتحرشون ولا يتدخلون ولا يتلصصون كما يمر شباب ورجال بصحبة أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم أو بمفردهم لا تلتفت أعينهم لغيرهم ولا لملابس الأخرين أو ضحكاتهم ولا ينتهكون خصوصية غيرهم

أما الصورة الثانية فهى من واقعنا الحالى لشباب يتحرش لفظا وجسدا ببنات محجبات وغير محجبات فى وضح النهار وما بين الصورتين فترة صعود الاـ///ــلام السياسي الذى فرض الحجاب والنقاب كرمز سياسي ربطه بالأخلاق لتحقيق جذب السيدات أو إرهاب الأخريات فاستبيحت أولا غير المحجبة وبمرور الوقت تم إستباحة أى سيدة على يد هؤلاء وأنتشر التحرش والإغتصاب وهؤلاء هم نتاج طبيعى للخطاب الدينى الذى يسوق بشكل ملابس المرأة مفاهيم الشرف والعفة وقد بدأت حكاية التحرش بمجتمعنا مع تصاعد هيمنة الخطاب الدينى السلفى الذي جعل التحرش بمثابة غزوة لسبي النساء على طريقة إستحلال أعراض من أسموهن غير الملتزمات فعندما يخرج الداعية ليحرض أتباعه على التحرش بالفتيات واعتبارهن عاريات إن لم يلبسن غطاء الرأس والوجه فطبيعي جدا ان يترجم هذا الخطاب الإرهابي التحريضي الى جرائم تحرش فردى وجماعى وطبيعى أن تصبح ثقافتنا المجتمعية تبرر للتحرش والاغتصاب والإنتهاك تحت أي حجة وتلوم الضحية وتحملها المسؤولية فى حين أن تلك الجريمة مسؤولية الفاعل وحده وتعتبر جريمة عار تلاحق صاحبها وتتبرأ منها العقول السليمة فى مجتمعات القوانين الناجزة

ثم يأتى الأزهر بدار إفتائه ويصدرون بيانات تندد بالتحرش وأن الملابس ليست مبررا وهو أمر جيد ولكن تظل بيانات مكتوبة فقط لإرضاء الرأى العام الغاضب مالم تقترن بتعديل ما يخص المرأة فى مناهج تقوم كاملة على تدريس أحكام السبايا والجوارى والنكاح وشعر المرأة وصندلها دون جوارب وحواجبها وطلاء أظاهرها وحيضها ونفاسها وفقه التعدد فذلك الفكر هو ما يشكل ثقافة مجتمعنا لدرجة رفض بيانات الأزهر والإفتاء فى التعليقات عليها وهى بضاعة الأزهر التالفة وبدون إصلاحها تزامنا مع تنفيذ القانون سيظل التحرش بالمرأة وسيظل العنف ضد المرأة مشاهد مكررة مع مصمصة الشفاه



Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى