مفكرون

نشوان معجب | الإنسان بطبعه هو أنانيٌّ ومجبولٌ بفطرته على أن يحب نفسه ومصلحته أولا قبل أي شيء


الإنسان بطبعه هو أنانيٌّ ومجبولٌ بفطرته على أن يحب نفسه ومصلحته أولا قبل أي شيء آخر، ولكن يمكنه أن يتعلم إيثار الغير على نفسه والتضحية بمصلحته في سبيل مصلحةٍ أخرى أعلى من مصلحته، إذا وصل إلى قناعةٍ كاملةٍ بأهمية ذلك الإيثار وضرورة تلك التضحية ..

وليس هنالك إلا أربعة دوافع يمكنها إقناع الإنسان بأهمية وضرورة ذلك الإيثار وتلك التضحية، وهي كما يلي:

1- العقيدة والأيديولوجيا الفكرية، وخاصة تلك العقيدة التي تتأصل عن طريق التعبئة العاطفية والحماسية، سواءا كانت تلك العقيدة دينية أو وطنية أو سياسية أو قومية أو عرقية أو غير ذلك.

2- المبادئ والقيم والأخلاق الذاتية الإنسانية، كالرحمة والمواساة والسعي لتحقيق العدل ونصرة المظلوم وغيره.

3- الكراهية، فالإنسان قد ينصر طرفا ويُؤثره على نفسه ويضحي بمصلحته في سبيله، بدافع الكراهية لطرفٍ آخر سيخسر ويتضرر من ذلك.

4- الحب، وكذلك الإنسان بدافع الحب قد ينصر طرفا ويؤثره على نفسه ويضحي بمصلحته في سبيله طالما أنه يحبه أو يحب طرفا آخر سيفرح ويسعد وينتفع بذلك الإيثار وتلك التضحية.

والفرق بين تلك الدوافع هو كما يلي:

  • الدافع الأول هو الأكثر تأثيرا على الجمهور العام الأدنى وعيا الذين يتبعون ويقلدون كل ناعق، وهو غالبا ما يعتمد على التعبئة والتلقين مستغلا جهل الناس وعواطفهم الرعناء.

  • الدافع الثاني هو الأكثر تأثيرا على عامة الناس الأعلى وعيا كالمثقفين والمفكرين والعلماء. وهو غالبا ما يعتمد على التأمل والتفكر الذاتي للفرد نفسه.

  • الدافع الثالث هو الأكثر تأثيرا على خواص الناس السوداويين، الذين يرون الحياة حلبةً للصراع المحتدم بين الشر والخير، فاتخذوا لهم أعداءا ألداء دائمين يمثلون الشر بنظرهم، وجعلوا رسالتهم وهدفهم في الحياة محاربة أولئك الأعداء ونصرة كل من حاربهم. وهؤلاء هم غالبا القادة والسادة العظماء، الذين يقودون الشعوب والجماهير بكاريزما شخصية جاذبة ومؤثرة.

  • الدافع الرابع هو الأكثر تأثيرا على خواص الناس النورانيين، الذين يرون الحياة حديقةً متنوعةً بمختلف الأزهار والأثمار، ويعرفون أن الحب هو أسمى وأرقى وأجمل ما في هذا الوجود. وهؤلاء غالبا هم الحكماء العارفون، الذين يرى الناس بعضهم رسلا ويسمونهم أنبياء.

#ذوالنونين

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى